ما، وال الكلمات تعبيرا صادقا عن حزن أصابنا بوفاة عزيز علينا؛ فالتعبير الحقيقي للحزن نراه متمثال في تلك المحبة التي تركها
صدور حاملة أجمل المواقف، وإن كنا نرثي رحيل الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان – يرحمه هللا ،- فكلنا سنرحل يوما ما ألنها سنة
ي العمل الذي قدم، والدور الذي أودي، وهذا ما رأيناه متمثال في العالم والفقيه، والمؤرخ واألديب، والمعلم والعميد، معالي األستاذ
، العضو السابق في هيئة كبار العلماء، الذي غيبه الموت يوم أمس االثنين، فرحل كجسد وبقي علمه وعمله يرويا سيرته العطرة،
.ويبرزا أثره الطيب الذي زرع في القلوب، وأنامله التي دونت الحروف في العديد من البحوث العلمية والكتب المطبوعة
رى فيها شخصية طامعة في منصب، أو باحثة عن مكانة، فقد عرف – يرحمه هللا – بابتسامة المشرقة للحياة رغم قساوتها، وتحمله
يظ وعفا، فأحبه الجميع لقربه منهم، وبعده عن الغرور والكبرياء، عرف بصاحب القلب الكبير المتسع للجميع، والمواقف المؤثرة،
.واألعمال القيمة
صة معلم أنار الدروب لطالبه ليسعدوا بحياتهم ويفخروا بأعمالهم، ذهب وحيدا تاركا من خلفه قصصا تروى عن أخالقه وتواضعه،
.والحب والتقدير الذي ال يموت بالموت العادي
لي لخدمة اإلسالم والمسلمين، فاستحق أن يحصل على جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات اإلسالمية عام 2014م1435/هـ
متمثال في نتاجه العلمي من كتب الفقه اإلسالمي المطبوعة التي بلغت تسع كتب، والبحوث العلمية التي بلغت األربعة عشر بحثا،
.إضافة للبحوث المتنوعة المنشورة، وبحوثه في قضايا الزكاة المعاصرة، ودراساته في مناسك الحج
الوجه البشوش، واالبتسامة الدائمة، والقلب الطيب، فاللهم جازه باإلحسان إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا، واجعله ممن قلت فيهم
ذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها األنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظال ظليال(
رحل أبو سليمان العالم والأديب | صحيفة مكة (makkahnewspaper.com)