اشتهر بأنه من أبرز الشخصيات الدينية والعلمية التي تبحرت في مختلف العلوم والمعارف وأسهمت بشكل فاعل في تقديم المجتمعات العلمية المكية لجميع أصقاع الأرض، وشكلت نواة العلماء المكيين الذين امتدوا عبر قرون طويلة من الزمن. كان الفقيه المؤرخ عبدالوهاب أبو سليمان، الموسوعة الحجازية الكبرى التي اكتنفت في خلجاتها أمهات الكتب، ونيرات المعارف، وترك إرثاً عالميا، هيأه لأن يعتلي كرسي عضو هيئة كبار العلماء، والذي عرف عنه بأنه الشيخ المتواضع الحليم، المتبحر في جميع المشارب الفقهية والدينية، واشتهر بالورع والزهد والمرجع الإسلامي. في مدرسة الزاهر المتوسطة، حيث أولى المحطات المعرفية، وضع الشاب بصماته وهو يلفت انتباه أساتذته ومربيه، قبيل التحاقه بالجامعة الأمريكية ببيروت والتي حصل جراء التحاقه بها على دبلوم التربية للمعلمين في بداية الستينات، مواصلاً حراكه المعرفي والمنهجي، فجاءت البعثة إلى لندن، سخر قوته المعرفية للنهل من شتى المعارف واضعا في صدره حب مكة التي ما برحت تلهمه المعرفة والقوة في الطرح. في جمادى الثانية من عام 1413هـ، صدر مرسوم ملكي بتعيين الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان عضوا في هيئة كبار العلماء، ليأتي هذا القرار كتكريم للشخصية اللافتة للانتباه، أضحى فيها العالم المكي، قمة وقيمة علمية وفكرية وأخلاقية وإنسانية عالية، واستطاع بفكره النير وسمو أخلاقه، أن ينتزع الإعجاب من جميع الرؤى والأفكار والأطروحات التي اعتبرته علامة فارقة في الفكر الحديث في العصر الراهن. كان تبحره في مختلف المعارف والعلوم لبنة من اللبنات المهمة التي استند عليها الباحثون والمفكرون نظير موضوعيته في الطرح وحياديته في البحث وأمانته في النقل، وترك في نفوس الأجيال الحديثة أثرا جميلاً ومتأنقا في سبر المعرفة والمناصحة عن الفكر وملامسة العقل والمنطق في جميع المعارج الفكرية التي ذهب إليها. أبرز مؤلفات أبوسليمان يتمثل بتحقيق مجلة الأحكام الشرعية على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ودراستها وترتيب موضوعات الفقه الإسلامي ومناسباته في المذاهب الأربعة وعقد الإجارة مصدرا من مصادر التمويل الإسلامية، والبطاقات البنكية، دراسة فقهية قانونية اقتصادية تحليلية وفقه الضرورة وتطبيقاته ومنهجية الإمام محمد بن إدريس الشافعي في الفقه والأصول تأصيل وتحليل، وسلسلة طويلة من أمهات الكتب أثرى بها المكتبات.