22-2-2-scaled-post

فقيه عالم أصولي مقاصدي.. على كل المذاهب انفتح. بعا لديها من فقه وعلم.. بصير بثرات مكة، والمشاعر، وقدسيتهما، وقيمتهما.. دافع عن الأماكن والآثار التاريخية. وتألم لطس بعضها.. قليل الكلام يعرف متى يتكلم ومتى يصمت، ولكنه لا يسكت عن بث علمه. إنه. البروفيسور عبد الوهاب أبو سليمان.

 في الخامسة من عمره، تيتم بوفاة والده ودرس في معهد الايتام، وبين أبناء عمه تربى صبياً قليل الحيلة، يزه بوالدته وملازمته لها طويلاً حتى وفاتها انعكس على حياته توفيقاً وتميزا. ولازم شيخ فكوجه العلامة حسن مشاط سبعة أعوام في درسه وبيته، ومن مكة إلى لندن شد الرحال لتعلم الإنجليزية والقانون؛ وهناك وجد كوكبا. مختلفاً، ولكن دراسته كانت همه الأوحد

 مع امتلاكه المعرفة الوافرة بأصول الفقه وعلوم الحديث واللغة والبلاغة والمنطق؛ اقتبس من مشايخه. همة عالية ومجلدا ونقسا طويلا، واستقى تواضعا وحلماً ورجاحة عقل، فقد الأصول وقرر الأحكام وحقق النصوص والمخطوطات وتبخر في التراث والموروث؛ بفكر متجدد خلاق توب من يأتي بعده.  ومن مكانته العلمية وغزارته الفقهية تعليماً، وبحثا، وتأليفا، وتحقيقا. وجهده العلمي الأكاديمي المصطبغ بالموضوعية وتنوع المصادر الأصيلة؛ استرفدت به جامعات لتطوير مناهجها للدراسات الشرعية، واستعانت. به أخرى أستاذا زائرا أظهرها «هارفارد» الأمريكية. والتفعت منه لجان علمية واستشارية وأكاديمية.  ووطنية لرئاستها أو عضويتها.

حين أغنى تعليم الفقه وأصول الدين فنا وعلماً؛ فتح أمام طلبته أبواباً من البحث عن المصادر وارتياد المكتبات، ولم كان الفقه لديه صناعة وابتكارا وإبداعا لا يقف عند الجمود والمقولات؛ تهافت الناس على مواعظه وندواته وأقبلوا على دراساته وكتبه.. مؤلفات ودروس حزرت مقاصد الشريعة والقيم والآداب الشرعية.

بمؤلفه الفقهي التاريخي الجيولوجي “توسعة المسعى عزيمة لا رخصة” وقف أمام مخالفيه بالدليل، والإثبات، والبرهان، والقرينة. والحجة، وفي مشروع إزالة خط الطواف عند الكعبة؛ أخِدٌ برأيه الراجح الحصيف تخفيفاً للزحام. وبقلب عاشق بداخله غضه؛ توجع من إزالة الأماكن. والآثار التاريخية، والترائية دفاعاً، وصوناً، وذوداً.

 وبدراساته الفقهية والتاريخية الرافدة للحركة العلمية السعودية والمكتبة العربية والإسلامية منح الباحثين والدارسين مرجعية للمعلومة الصائبة. العاقبة، وعن تاريخ مكة والمشاعر أعذ مؤلفات. ودراسات عن النهضة الفقهية في البلدة المعظمة. والحرم المكي، والعلماء والأدباء والورّاقين عبر التاريخ.

  لم يكن عزوفه عن وسائل الإعلام ماعدا مقالاته الاكاديمية؛ إلا خوفا من اختلال وقته عن أهدافه. الأساسية، ولو فتح لها أبواباً ان يجد حيزاً لأبحاثه ودراساته وتحقيقاته، ومع انتفاعه من التقنية الحديثة لم يهتم بها كونها وسائل وليست غايات.

طالب بن محفوظ

https://twitter.com/heawabusulaiman/status/1259076415116529664?s=24